خُطّ الموتُ على ابن آدم مخطّ الولادة على جيد الفتاة.. وخِير لي مصرعٌ أنا لاقيه.. ألا من لحق بي استُشهد ومن تخلّف عن الركب لم يبلغ الفتح”. كلماتٌ ردّدها جهاد عماد مغنية عن سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام. نحن اخترنا في ملاقاة مصارعنا، الالتحاق بالشهادةِ وبلوغ الفتح، نحن أبناءُ من لم يعرف الموتُ لهم طريقاً، لأنهم اعتلوا صهوة القتل في سبيل الله، فبلغوا الحياة والفرح والبشرى، الحياة التي لا يشعر بها إلّا من انقشع السحاب عن بصيرته، فرأى ما لا عينٌ رأت ولا خطر على قلب بشر. نحن أبناء من مضى على طريق الدفاع عن حدودِ وطنٍ ما رأيناه إلّا جميلاً، في رسم مشهدٍ، أضاعه تجار الهيكل في السفر الى ضفاف الخنوع والانهزام، الوطن الذي نأبى أن نفارقه مهما كانت التهديدات. نقفُ هنا مرفوعي الرأس، نفخر بأننا ثمرة أعمارٍ فتحت عيناً على الجهاد، بالإختيار والإخلاص، وأغمضت عينًا على الشهادة بالإرادة والعشق، وشتّان بين هذه وتلك، وهيهات أن تبلغُ الهاديات العُلا. نحنُ أبناء مدرسةٍ علّمتنا أن نعيش أحراراً، لا نستجدي أماناً من عدوٍ معتدٍ، بل نستعيدُ حقنا بدمائنا، المنذورة للعزة والموقوفة على الحرية. علمتنا أنه إن لم تشهر سلاحك من جرحك الدامي صرت رقيقاً في سوقِ نخاسةٍ لا تعرف الرحمة. نأتي إلى هنا اليوم لنقول لعدوّنا الصهيوني إنك إن غيّبت الجسد، صار أجساداً على امتداد البقاع والجنوب اللبناني، وإنك إن أرقت الدم، صار أنهاراً على طريق فلسطين والقدس. جئنا لنقول للمجاهدين، للسائرين على نهج الشهداء، بأنّ ثبات الأرض من إصراركم، وثبات السماء من ثباتكم، وأننا وأنتم أقسمنا على أن لا نترك البنادق، وأن لا نغادر الثغور والخنادق. اليوم يقف فرع الشجرةِ أمام أصله الثابت، ليقول، وعداً وعهداً، أننا ماضون في طريقكم، طريق الحب والجهاد، وطريق التصميم على النصر. يا شيخ راغب، ويا سيد عباس، ويا حاج عماد، كنتم المنارات التي أضاءت الدرب وأشعلت القناديل، على إثركم، وعلى نهجكم، سنروي للعالم كله، كيف تُصنع الحرية، وكيف بالدمِ يُصنع النصر. أما آخر الكلام، نتوجه به الى سيدنا ومولانا وإمامنا، صاحب العصر والزمان، روحي وأرواحكم لتراب مقدمه الفداء، يا سيدنا ويا مولانا، إشهد لنا عند الله، بأننا ماضون في طريق الله حتى آخر نفس، وأكبر أمنية لنا في هذا الطريق المليء بالتضحيات والفيض والبهجة، أن نقدّم أنفسنا وأرواحنا فداءً لهذا الخط المقدس، تحت راية حزب الله، ومظلّلين بعباءة نصر الله. بسم الله الرحمن الرحيم، أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا، وإنّ الله على نصرهم لقدير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. @jihadmughniyeh_ir