هدایت شده از أخٌ‌في‌الله
‏3-‏ قلت في الجولة الإعلامية في الضاحية الجنوبية قبل 10 أيام أن ضرب تل أبيب ليس ‏سوى البداية وما حصل في الأيام الماضية في حيفا وفي جوارها يؤكد أننا لا زلنا في ‏البداية، وإلى العدو أقول: لم ترى بعد إلا القليل من ضرباتنا.‏ ‏4-‏ في الوضع الميداني لا سيما على الجبهة الجنوبية فإن المقاومة بخير، وتدير حقل ‏رمايتها وتوقيت صلياتها بما يتناسب مع قراءتها للميدان وظروفه الموضوعية، مخزونها ‏الاستراتيجي بخير. الآلاف من المقاتلين الاستشهاديين الكربلائيين في ذروة الجهوزية ‏وأعلى درجات الاستعداد دفاعًا عن لبنان، وجاهزون للقتال الضروس ثأرًا لدم شهيدنا ‏الأقدس. العدو عاجز حتى الآن برغم استقدامهم للمزيد من الفرق والألوية ومن بينها قوات ‏النخبة عن التقدم برًا إلا في حالات محددة، ولا تزال دباباته تتموضع في الخلف ولا تجرؤ ‏على التقدّم، وإذا سمعتم أو شاهدتم بعض جنود العدو في هذه القرية أو تلك أو صورا قديمة ‏أو جديدة عن هذا النفق أو ذاك فلا تقلقوا ولا تضعف معنوياتكم، ذلك أن المقاومة لن ‏تخوض دفاعا موضعيا ثابتا بل دفاعًا مرنا متوافقًا مع متطلبات الجبهة، ومع ظروف كل ‏بقعة فيها، تنصب له الكمائن وتشرك العبوات وتنفذ الالتفافات وتتنقل بمرونة عالية من ‏الدفاع إلى الهجوم وتلحق به أفدح الخسائر وقد بدأ بالاعتراف بها تدريجياً ودفعته مراراً ‏وتكراراً إلى الانكفاء وإعادة تقييم وضع الجبهة الذي خالف حساباته وتقديراته. ومع ذلك ‏أحب أن أقول لكم أن المقاومين يرفضون الانسحاب من المواقع التي نعتبرها ساقطة ‏عسكريًا ولا جدوى من الدفاع عنها.‏ ‏5-‏ يدور الكثير من الكلام على شاشات التلفزة والصفحات الأولى وكواليس السياسة عن ‏استعجال النتائج السياسية في الداخل اللبناني وقد كان نتنياهو صريحا في ذلك لدى حديثه ‏مع الرئيس الفرنسي وهذا ما بدأ يتكشف تباعاً عن النوايا الأميركية الحقيقية تجاه لبنان ‏وتعكس بعضه الصحافة الأميركية، وقد لاقاهم بعض السياسيين المحليين وطفت على ‏السطح عبارات مقززة، ومصطلحات قبيحة لا داعي لذكرها الآن وهنا أود أن أقول: ‏ أ‌-‏ إن المعركة مع العدو لا تزال في بداياتها الأولى بكير بكير بكير كتير الحديث عن ‏الاستثمار السياسي فلا تستعجلوا ولا تحرقوا أصابعكم أو أنكم لم تتعلموا أبدا دروس ‏الماضي وتذكروا دائما أن الإسرائيلي لا يعمل عندكم أبدا بل يعمل لمصالحه وحدها.‏ ب‌-‏ ‏ نحن لسنا في العام 1982 عندما وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى بيروت وغيرت ‏المعادلات السياسية، ومزقت النسيج الاجتماعي اللبناني، بل نحن كأننا في الأيام الأولى من ‏حرب تموز عندما استعجل القوم إياهم بإطلاق الأحكام النهائية عن هزيمة حزب الله قبل أن ‏يتبين لهم خطأ ما ذهبوا إليه، ويعودوا مجددا إلى رشدهم مع نهاية الحرب، ويخرج منها ‏حزب الله منتصرًا.‏ ج- أولويتنا المطلقة الآن هي إلحاق الهزيمة بالعدو وإجباره بالقوة على وقف العدوان ومع ‏ذلك فإن أي جهد سياسي داخلي أو خارجي لتحقيق هذا الهدف مشكور مادام متوافقًا مع ‏رؤيتنا الشاملة للمعركة وظروفها ونتائجها، وضمن هذه الرؤية يندرج تمسكنا القاطع ‏بالوحدة الوطنية والتضامن الداخلي.‏ بقي أن نقول إلى أهلنا النازحين: أنتم عيوننا التي بها نرى، وقلوبنا التي تخفق في صدورنا ‏وأنتم أمانة سيدنا وشهيدنا الأسمى، فإن قصّرنا فعذرًا منكم وإنا عازمون على بذل أقصى ما ‏نستطيع، وإن وفقنا في خدمتكم فهو واجب علينا لا منّة لنا فيه. ‏ يا شعب المقاومة نعلم أنها شدّة وتزول ويسر بعد عسر أفحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا ‏يفتنون. المقاومة ليست إلا أنتم، أنتم المقاومة وأهلها وناسها وستعودون قريبًا إلى الضاحية ‏وإلى بيوتكم في الجنوب والبقاع، ووعد السيد الشهيد لكم أننا سنعيدها أجمل مما كانت ‏حاضر في قلوبنا وعقولنا وسنحتفل بالنصر سويًا، إن شاء الله.‏ إن ثقافتنا كربلائية وروحيتنا روحية الاستشهاد ولكن لتعلموا جميعًا أن هذه المعركة ليست ‏كربلاء وزينب ليست وحدها في الصحراء بلا ناصر أو معين، ولن يقتل الحسين مرتين بل ‏إنها معركة خيبر، معركة قلع الباب في خيبر، وإن الله معنا وشعبنا اللبناني العظيم بأغلبيته ‏الساحقة معنا، وإلى جانبنا الجمهورية الإسلامية في إيران والعراق العظيم ويمن الحكمة ‏والبطولة وسوريا الصمود وفلسطين الشهادة والأمة العربية الإسلامية والأحرار الشرفاء في ‏العالم.‏ وفي النهاية إن حزب الله ليس تنظيمًا فقط وإن عاد التنظيم إلى تماسكه وفعاليته من أعلى ‏الهرم إلى آخر مسؤول محور وبقعة، وحزب الله ليس مقاومة فقط وإن ابتدأت المقاومة ‏تستعيد المبادرة والاقتدار، إن حزب الله هو أمة والأمم لا تموت لأن قدرها الانتصار.‏